الذايدي: من يعرف أرشيف «الصحوة» بالسعودية؟
صحيفة المرصد: قال الكاتب مشاري الذايدي : "مجتمع بلا ذاكرة، هدف سهل للمتلاعبين بمصائر الناس، لذلك تحرص الشعوب الواعية على تشييد المؤسسات التي تحفظ الذاكرة وأدوات الذاكرة: اللغات، والعادات، والمتعلقات المادية، والآثار الأدبية، والوثائق النصية، والتسجيلات البصرية والصوتية."
حرّاس للذاكرة
وتابع خلال مقال له منشور في صحيفة "الشرق الأوسط" بعنوان "من يعرف أرشيف «الصحوة» بالسعودية؟"حتى في الأجهزة الإدارية لا بد من وجود حرّاس للذاكرة، وحفّاظ للماضي، ليس بغرض التفكّه بالحكي عنه في ليالي السمر وضحوات التسالي، بل من أجل تعليم الموظفين الجدد بما جرى لأسلافهم، ومرجعية القضية التي أمامهم، يعني مثلاً ضابطاً محقّقاً في جهاز أمني، من المحتّم أن الشخص الذي يجري التحقيق معه في قضية تتعلق بتنظيم إرهابي، مرّ مثله من قبل على الضابط السابق لهذا الضابط، وعليه فلو درس الضابط الجديد ملفّات التنظيمات السابقة من واقع أرشيف الجهاز، لاختصر على نفسه كثيرا في فهم القضية الجديدة.
التهديدات بالاغتيال وأضاف: كما جاء فيه: «مع انتعاش تنظيم (القاعدة) في المنطقة راجت التهديدات بالاغتيال، ولذلك مواقف شهدت عليها لزملاء قاوموا المدّ الجهادي في ذروة سطوته، وليس كما يدعي البطولات بعض الكتّاب الآن حين رفع السياسي الغطاء عن الأصوليين بدأ البعض يسل سيوفاً من ورق بينما قبل تولي الأمير محمد بن سلمان كانوا يطأطئون الرؤوس ويبدون الاعتذارات، ويخضعون للاستتابات».
رصد وجمع ودراسة أشرطة الكاسيت للتيار الصحوي واختتم مقاله قائلا: أكثر من مرة تمنّيت لو تصدى باحث، وليكن باحث ماجستير أو دكتوراه، لرصد وجمع ودراسة أشرطة الكاسيت للتيار الصحوي وكذلك المنشورات والمطويات والملصقات وفروع التوعية الإسلامية بالمدارس ونشاط «الجوالة» في الجامعات، وكذلك المراكز الصيفية الصحوية، جمعها وحفظها أولاً، ثم درسها وتصنيفها لاحقاً... فكما قلنا ببداية المقال: مجتمع بلا ذاكرة، هدف سهل للمتلاعبين بمصائر الناس.